روايات

رواية أسرار عائلتي الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم أروى مراد

رواية أسرار عائلتي الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم أروى مراد

رواية أسرار عائلتي الجزء الثاني والعشرون

رواية أسرار عائلتي البارت الثاني والعشرون

رواية أسرار عائلتي
رواية أسرار عائلتي

رواية أسرار عائلتي الحلقة الثانية والعشرون

– ملكش دعوة .
كانت تلك إجابة دينا على سؤال يامن رافضة إطلاعه عن هوية حبيبها ، فلم يستطع يامن التحكم في نفسه وتركها تشاهد التلفاز ببسمة إنتصار ودخل إحدى الغرف وهو يسير بها في كل الإتجاهات يحاول السيطرة على نيران الغيرة التي إشتعلت في قلبه وقد بدأ يصدق كلامها بالفعل .
أخذ يجول الغرفة ذهابا وإيابا وهو يتمتم :
– يعني ايه بتحب حد تاني ؟ طب وأنا الي بحبها من زمان ؟ معقول في حد تاني عرف ياخد قلبها وأنا الي بعدت عنها واستنيت لحد ما تتخرج عشان اتجوزها ؟
وقف في منتصف الغرفة وبعثر شعره بغضب رغم محاولاته لإلتزام الهدوء حتى يفكر بتعقل .. أخذ نفسا عميقا وإسترسل بأمل :
– طب ماهي ممكن تكون بتكدب عليا ومفيش حد في حياتها ؟ وبعدين حتى لو في حد في حياتها هو فين أصلا ومتقدمش ليه ؟ يعني ممكن يكون مبيحبهاش وساعتها هتبقى فرصة ليا عشان اخليها تنساه وتحبني .

 

 

رفع رأسه إلى الأعلى وقد عزم على عدم الإستسلام ، لكن الضيق بدأ بالظهور على ملامح وجهه حين تذكر حديثها عن كرامته ، هي محقة بالفعل فهي لا تطيقه وهذا واضح جدا من أفعالها ورغم ذلك هو لا يزال متمسكا بها .. فهل يختار كرامته ، أم حبه لفتاة ذات غباء فظيع سيضيع منها نعمة تبحث عنها كل الفتيات ؟
تنهد بتعب وجلس على مقعد ما بالغرفة مشبكا كفيه تحت ذقنه ومستندا بمرفقيه على فخذيه يفكر في حل مناسب يحافظ به على كليهما .. لكن سماعه لصوت طرقات على الباب قاطع تفكيره ، تجاهله في البداية لكنه تفاجأ عند سماعه لصوت الباب وهو يفتح بإستخدام مفتاح !
وفي غرفة الجلوس ، إنتبهت دينا إلى الإثنان الذين دخلا الشقة فإبتسمت وصاحت بمرح وكأنها لم تخطف :
– اي ده ؟ دكتور أمجد وأخوه ؟ هو انتو بتشتغلوا فريق إنقاذ والا ايه ؟ يعني نفس الأعضاء الي انقذوا بدور هما الي هينقذوني من الشرير ده ؟
أشارت برأسها في نهاية كلامها إلى يامن الذي خرج للتو من الغرفة التي كان يقبع بها .. إبتسم أمجد على مرحها وقد تأكد من نبرتها أن يامن لم يفكر في إيذائها ، أما رسلان فقد تجاهلها وإقترب من يامن الذي يرمقهم بضيق ، وبحركة مفاجئة كان رسلان يسحب أذن يامن متمتما :
– يعني من بين كل رجالة العيلة ملقتش غير أدم عشان تسأله تعمل ايه مع البنت ؟ لا وكمان سمعت كلامه ورحت خطفتها وفاكر انها كده هتحبك ؟
قوس يامن شفتيه بتذمر وهو يحاول إبعاد يد رسلان عن أذنه ثم أسرع ناحية دينا متجاهلا كلامه ودفع أمجد الذي كان على وشك فك وثاقها ليفكه هو .. قام بتحرير يدها أولا فدفعته بعد ذلك قائلة ببرود :
– شكرا هعرف افك رجلي لحالي .
إبتعد يامن بصمت ثم إتجه إلى الغرفة التي كان بها وغاب داخلها لبعض الوقت ، بينما إنتهت دينا من تحرير رجليها فوقفت قائلة وهي تخاطب أمجد :
– بص عايزاك تقول للي جوا ده يبطل يحاول يقرب مني تاني لان خالي مش هيسكتله بعد الي حصل …
قاطعها رسلان بهدوء :
– خالك مش هيعرف حاجة .
إلتفتت إليه دينا وهتفت وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها :
– لا مانا هحكيله الي حصل ومش هخبي عليه .

 

 

تدخل أمجد قائلا وهو يحاول منعها عن ذلك :
– بصي يا دينا انتِ لو قولتيله ممكن تحصل خناقة بين خالك وعيلتنا ولو ده حصل ممكن ميسمحلكش تشوفي بدور تاني ، عشان خاطر بدور على الاقل مش لازم تقوليله .
قوست شفتيها بعدم رضا وفكرت قليلا لتجد أنه محق ، زفرت بضيق ثم تساءلت :
– طب ولو سألني كنتِ فين هقوله ايه ؟
– قوليله اي حاجة يا دينا المهم انك متجيبيش سيرة يامن خالص .
أومأت دينا برأسها سريعا بعدم إقتناع متمتمة :
– تمام بس يا ريت تقولوله يبعد عني برضه .
تنهد أمجد بشفقة على إبن عمه ثم أشار إلى باب الشقة قائلا وهو يتعمد تجاهل كلامها :
– تعالي اروحك دلوقتي عشان اهلك قلقانين عليكِ .
نظرت إلى شاشة التلفاز التي كانت تعلن عن نهاية ذلك الكرتون الذي تحبه وتمتمت بحزن :
– خسارة ملحقتش اتفرج عليك .
تنحنح أمجد ورمقها بنفاذ صبر منتظرا منها أن تخرج حتى يعود إلى القصر ويرتاح ، إتجهت إلى الباب للخروج أخيرا لكنها لم تكد تعبر عتبته حتى سمعت صوته ينادي بإسمها :
– دينا .
نطقه يامن بنبرة هادئة جعلت دقات قلبها تتسارع فجأة .. إلتفتت إليه وهي ترسم ملامح الإستغراب على وجهها فوقعت عينها على يده التي تمتد إليها حاملة علبة الشوكولاتة المفضلة لديها .. سال لعابها وهي تنظر إلى العلبة ثم رفعت بصرها إليه فوجدته يطالعها بنظرة تحمل بعض الندم وهو يقول :
– أنا اسف لاني عملت معاكِ كده بس كنت عايز اتكلم معاكِ وانتِ مش مدياني فرصة ، ودي هدية صغيرة ليكِ لو قبلتيها هعتبر انك قبلتِ اعتذاري .

 

 

قال الأخيرة وهو يشير إلى علبة الشوكولا فإبتلعت ريقها وهي تشعر أنها لن تستطيع الرفض ، فالشوكولاتة التي بيده الآن هي نقطة ضعفها وستضطر إلى قبول إعتذاره للحصول عليها .
وبالفعل أخذت العلبة دون تفكير مطول مرددة :
– أنا هقبل اعتذارك عشان الشوكولاتة بس على فكرة ! بس يا ريت تبعد عني خالص بعد كده .
قالت ذلك وخرجت من الشقة وخلفها أمجد فإبتسم يامن لنجاحه في نيل السماح منها بإستخدام نقطة ضعفها تلك ، لكن إبتسامته لم تدم طويلا بسبب رسلان الذي سحبه ليخرج هو الآخر وأقفل الشقة قائلا :
– تعالى انت هنا ، انت لسه هتتحاسب على الي عملته ده في القصر .
أومأ يامن بعدم إهتمام لعلمه بأن رسلان لن يفعل له شيئا لكنه تساءل فجأة :
– هو ادم باعني واداكم مكاني بكام ؟
أجابه رسلان ببرود وهو يخرج برفقته من العمارة متجها إلى سيارته :
– ولا جنيه ! أول ما وعدناه اننا هنجيبله شريط الفيلم الي جدو اخده منه اتكلم على طول .
ظهر الغيظ على وجه يامن وتمتم بصوت منخفض :
– واطي وهيفضل طول عمره واطي !

كانت تجلس على الدرج أمام باب القصر الرئيسي تتابع الغروب عندما وجدت رسلان يدخل القصر رفقة يامن ، وقفت من مكانها وإتجهت نحوهما هاتفة بلوم :
– انت بجد خطفت دينا يا يامن ؟
تجاهلها يامن ودخل القصر بعينين لا تنويان الخير فتبعته هي بإصرار ، لكنها وجدت يدا توقفها عندما وصلت إلى الدرج الذي كانت تجلس عليه قبل قليل .
إلتفتت إلى صاحب اليد والذي لم يكن سوى رسلان والذي قال بهدوء وهو يرغمها على الجلوس ثانية ثم يجلس بجانبها :
– سيبيه دلوقتي لانه لو متخانقش مع أدم ممكن يموت ، وخلينا احنا مع الغروب الي كنتِ بتتفرجي عليه .
جلست بطاعة وهي ترمقه بإستغراب ثم نظرت إلى السماء بتوتر طفيف لا تدري سببه .. شعرت ببعض الضيق من الصمت الذي طغى عليهما فحاولت إختلاق أي موضوع ليتناقشا فيه ، فتحت فمها لتبدأ الحديث لكنها أغلقته ثانية .. لا تعلم ماذا عليها أن تقول خاصة بسبب ذلك التوتر الذي يسيطر عليها .

 

 

أغمضت عينيها وأخذت نفسا عميقا مقررة أن تتحدث بتلقائية عن أول شيء يجول بخاطرها .. فتحتهما ثانية ونظرت إليه ثم تنحنحت لتجذب إنتباهه وقالت :
– هو .. هو انت ليه عايز تتجوزني ؟
أدار رسلان وجهه إليها وحدق بها بهدوء دون أن يفارق الصمت ، لكنه لم يعلم بأن نظرته جعلتها تلعن نفسها ألف مرة على ذلك السؤال السخيف الذي طرحته .
فتحت بدور فمها بنية تغيير الموضوع لكنها وجدته يتنهد وهو يعود للتحديق بالسماء قائلا :
– لو فكرتِ شوية هتعرفي الإجابة لوحدك .
ظهرت الحيرة بعينيها وتضايقت من جوابه المبهم والغامض بالنسبة لها ، ولذلك إختارت إلتزام الصمت هي الأخرى .. لكن طبيعتها لم تستطع تحمل الوضع أكثر فقطعته ثانية بتساءل :
– هو انت كنت بتحب ماما ؟
لا تدري لما هذا السؤال تحديدا لكنه كان أول شيء خطر ببالها فأخرجته فورا .. إنتبهت إلى رسلان الذي رفع كتفيه مجيبا ببساطة :
– طبعا .. قلتلك قبل كده اني كنت بعتبرها أمي الحقيقية .
أخفض رأسه عند نهاية كلامه وشرد قليلا قبل أن يسترسل بشبح إبتسامة ظهر على ثغره :
– ماما كانت أقرب حد ليا زمان وأنا كنت أقرب حد ليها برضه ، أقرب حتى من أولادها الحقيقيين ، لدرجة اني مشكتش لحظة انها ممكن متكونش أمي .. كنت دايما بدلع عليها واخليها تفضل جنبي بالليل وتحكيلي حكاية لحد ما انام ، وأنا لحد دلوقتي لسه فاكر نص الحكايات الي كانت بتحكيهم ليا .
إبتسمت بدور وهي تستمع إلى حديثه بإهتمام شديد وقد لاحظت لمعة حنين بعينيه حين نظر إليها لوهلة .
– اهتمامها بيا مقلش خالص حتى لما خلفت أخواتك ، بس لما جيتِ انتِ للدنيا حسيت ان اهتمامها كله اتحول ليكِ ومنكرش اني غرت منك في الأول .
رفعت بدور حاجبيها بدهشة من تصريحه هذا لكنها لم تمنع نفسها من الضحك بخفة .. إنتظرت منه متابعة الحديث لكنه كان قد عاد ليلتزم الصمت ثانية فإبتسمت بحماس وتحدثت هي هذه المرة :
– أنا كمان بحب ماما اوي ، رغم ان خالي مكنش بيعاملني كويس بس ماما عمرها ما خلتني احس بالوجع .. حنانها وحبها ليا غطى على الي خالي كان بيعمله معايا ..

 

 

تحولت لمعة الحماس في عينيها إلى الحزن وهي تواصل :
– بس هي كانت بتتوجع وأنا معرفتش اشيل الوجع ده من قلبها ، مكنتش فاهمة هو ليه خالي بيعمل كده معاها مع انها اخته وكل ما كنت بسألها كانت بتتهرب من الاجابة ، ودلوقتي بس عرفت ليه .
أخذت نفسا عميقا وإسترسلت وهي ترفع رأسها للسماء بشرود :
– بس هي اتظلمت اوي .. حتى من بابا ! الحياة الي كانت عايشاها في بيت خالي هي أكبر دليل انها متجوزتش بابا عشان تنتقم لاخوها زي ما قال ، والا مكنش خالي عاملها كده .. صح ؟
قالت كلمتها الأخيرة وهي تنظر إليه بترقب تنتظر منه موافقتها على كلامها ، لكنها وجدته يقف بصمت ثم يستدير إليها قائلا بكل هدوء :
– خلينا ندخل ، الجو بقى بارد هنا .
زفرت بضيق من تجاهله لكلامها لكنها إعترضت عن الدخول رغم شعورها بالبرد فعلا قائلة :
– مش عايزة ، أنا حابة المكان هنا أدخل انت لو بردت .
إنتظرت منه الإستسلام والجلوس معها حتى لا يتركها لوحدها لكنها وجدته يدخل القصر دون إضافة كلمة واحدة .. نظرت إلى إثره بضيق ثم عادت تراقب السماء بصمت .
شعرت فجأة بشيء دافئ يوضع على كتفيها بعد دقائق فإلتفتت لتجده قد عاد وأحضر معه جاكيت ليدفئها به .. إبتسمت بإعجاب لحركته وهي تراه يعود للجلوس بجانبها بصمت .
لكن إبتسامتها إنمحت وهي ترى تلك التي تعبر بوابة القصر وتتقدم نحوهما لتفسد لحظاتهما وتعانق رسلان قائلة :
– سولي ! عامل ايه يا حبيبي ؟

فتحت عينيها ببطء وهي تشعر بألم في بطنها لم يزل بعد ، إعتدلت في جلستها سريعا تطالع المكان بإستغراب لكنها صاحت بقوة عندما إنتبهت إلى ثيابها التي تغيرت وقد تذكرت كلمات وائل التي ألقاها عليها قبل أن تفقد الوعي .
فتح الباب فجأة وظهرت من خلفه سيدة تبدو في أواخر الثلاثينات ، تقدمت منها متسائلة بقلق :
– مالك يا بنتي بتصوتي ليه ؟
نظرت إليها هناء بأعين ضائعة وهمست :
– أنا .. أنا …

 

 

لم تستطع متابعة الكلام وهي تتنفس بسرعة خوفا من أن ما يجول بفكرها الآن قد حدث حقا ، إنتبهت إلى تلك السيدة وهي تعطيها كوبا من الماء لتهدئ به نفسها فأخذته سريعا وشربته دفعة واحدة .
إستعادت السيدة الكوب وربتت على كتف هناء بتهدئة ، فرفعت هذه الأخيرة عينيها إليها وتساءلت :
– انتِ مين ؟ وأنا جيت هنا ازاي ؟
– أنا نادية ، دكتورة نسا ، وجارة الولد الي كنتِ معاه .
لمعت عينا هناء وسألتها سريعا بخوف :
– ه .. هو .. عمل حاجة ؟
أخفضت نادية رأسها بحزن لتتسع عينا هناء بصدمة بعد أن فهمت الجواب ..
وضعت رأسها بين كفيها ونظرت إلى الأرض بتشتت ، نزلت دموعها تدريجيا لتبلل خدها لكنها لم تمسحها وهمست بصوت موجوع :
– أنا عملت ايه ؟ أنا .. أنا ضيعت نفسي ! كل ده لاني كنت عايزة انتقم لبابا وماما !
إزداد علو صوت بكائها ليتقطع قلب نادية شفقة عليها لكنها إكتفت بالخروج من الغرفة لتتركها لوحدها مع الندم الذي يأكلها وهي تسترسل :
– يا ريتني سمعت كلام خالي ! أنا غبية ! حب الانتقام اعماني وكان السبب في الي انا فيه دلوقتي ! أنا .. هقول ايه لعيلتي ؟
همست بجملتها الأخيرة وعيناها تتسعان وكأنها تذكرت للتو العار الذي سيلحق بها وبعائلتها ، نظرت إلى السماء عبر نافذة الغرفة ودقات قلبها تسارعت عندما خطرت ببالها فكرة مجنونة ستحميها حتى من ألم التفكير ، لذا وبدون تفكير مطول وقفت من مكانها وأطفأت نور الغرفة ثم إتجهت ناحية النافذة وفتحتها ، ورغم الظلام الذي منعها من رؤية شيء إلا أنها كانت تقفز عبرها دون تردد حين إستنتجت أنها بالدور الأول وليس الأرضي مقررة إنهاء حياتها واللحاق بوالديها في هذه اللحظة ..

تجلس كلتاهما بقاعة الجلوس ، إحداهما على يمينه والأخرى على يساره ويرمقان بعضهما البعض بنظرات مشتعلة وكأنهما في تحد .. قلب رسلان عينيه بملل منهما ثم وقف سريعا قبل أن تبدآ وصلة العراك وإتجه إلى غرفته موقنا بأن مريم ستتبعه بالتأكيد فهي قد جاءت بسبب طلبه لها .
وبالفعل وقفت مريم هي الأخرى لتتبعه تاركة بدور تطالع أثرها بغيظ ثم تفارق مكانها أيضا وتصعد الدرج خلفهما قاصدة غرفة يامن .
طرقت الباب حتى إستمعت إلى الإذن بالدخول فدخلت سريعا ونظرت إلى يامن ثم إلى أدم الجالس بجانبه لتتفاجأ بوجهه الذي كان يحمل بعض الكدمات .
أغلقت الباب وإقتربت من أخيها ثم مدت يدها إلى وجهه تتلمس الكدمات متسائلة بقلق :
– ايه ده يا ادم ؟ مين الي عمل فيك كده ؟

 

 

قوس أدم شفتيه وأجاب وهو يشير إلى يامن :
– هو ده .
رمقه يامن بعدم إهتمام ثم عاد ينظر أمامه حتى إستمع إلى بدور التي سألته بفضول :
– هو انت خطفت البنت ليه يا يامن ؟
– عشان اديها كرامتي تلعب بيها وارجع أنا من غيرها !
قالها يامن بسخرية فرفعت بدور حاجبيها بعدم فهم منتظرة منه شرحا لما يقول لكنه أردف بشرود بدل ذلك :
– هو المفروض اعمل ايه عشان اكسب قلبها من غير ما اخسر كرامتي ؟
طالعه كل من أدم وبدور بغباء ثم فتح أدم فمه يهم بالحديث لكن يامن رفع كفه له يوقفه عن ذلك وقال :
– انت بالذات مش عايز منك نصيحة ، والا ناسي انك انت الي اقترحت عليا اخطفها واني ضيعت كرامتي بسببك ؟
قوس أدم شفتيه بتذمر مصطنع ولكنه لم يعلق ، بينما هتفت بدور بسخرية :
– وهو انت ماشي ورا عقلك والا ورا كلام ادم ؟ هو في وحدة بتحب حد خطفها أصلا ؟
تدخل أدم مبررا سبب إقتراحه لتلك الفكرة :
– ماهي مكنتش عايزة تديله فرصة عشان يتكلم معاها ، عشان كده قلتله يخطفها ويتكلم معاها غصبا عنها ويحكيلها هو حبها ازاي وشافها فين .. وانا متأكد انها لو سمعت قصة حبه ليها هتحبه ، بس هو معملش كده !
قاطعه يامن بملامح متذمرة :
– مانا كنت هحكيلها بس كنت عايز ابينلها الاول اني عارف عنها كل حاجة وفتحت التلفزيون على كرتونها المفضل وكنت هجيبلها كل حاجة بتحبها ، بس أنا أصلا طلعت معرفش عنها كل حاجة وهي طلعت بتحب …
قاطعته بدور فجأة بفضول وحماس :
– ثواني ثواني ! هي ايه قصة حبك ليها وازاي عارف عنها كل حاجة ؟ انت بتعرفها من امتى اصلا ؟
تبادل أدم ويامن النظرات ثم إبتسم أدم بحماس قائلا :
– دي قصة طويلة بس هنحكيهالك .

– هاا ؟ الرواية فين بقى ؟
تساءلت مريم وهي تجلس على سرير رسلان وتمد له يدها فأخرج لها كتابا من أحد الأدراج وقدمه لها وهو يلوي شفتيه بقرف ويتمتم :
– دي تعتبر رشوة على فكرة !
أمسكت الكتاب بحماس وقلبت صفحاته بسعادة قائلة :
– مش مهم ، المهم ان الرواية دي بقت عندي خلاص ! شكرا يا احلى اخ في الدنيا !
قالت جملتها الأخيرة وهي تترك الكتاب وتهب لمعانقته ، فبادلها العناق بإبتسامة صغيرة شعرت بها مريم فهتفت بفرحة وهي تبتعد عنه :
– ايه ده ؟ انت بقيت بتبتسم كتير الفترة دي ، هي عرفت تغيرك بالسرعة دي ؟
كانت تقصد بدور بكلامها ، ورغم أنها لا تطيقها إلا أنها سعدت برؤية البسمة على وجه أخيها والفضل يعود لها .. سكتت لثوان وهي تراه يحاول منع بسمته من الإتساع فتساءلت فجأة :
– بس مقولتليش نصايحي فادوك معاها والا لا ؟
رفع رسلان كتفيه مجيبا بجهل :
– معرفش ، أنا طبقت اتنين منهم بس لسه مشفتش النتيجة .
– طبقت انهي منهم بالضبط ؟

 

 

تنحنح رسلان ثم تحدث ببعض الإحراج :
– مش انتِ قلتيلي ان البنات بيحبوا لما حد يشاركهم حاجة بيحبوها ؟ أنا بقى لاحظت انها بتقعد برة ساعات وبتتفرج على الغروب والنهاردة لما شفتها قاعدة قعدت جنبها وفضلت اتفرج عليه معاها ..
– واتكلمتوا ؟
– شوية .
قال ذلك ثم أضاف بتذكر :
– اه وكمان اديتها الجاكيت بتاعي لما حسيت انها سقعانة زي ما بيعملوا في الافلام والروايات .
ضحكت مريم بخفة وهي تتخيله يقوم بحركات رومانسية كهذه ، ولم تنتبه إلى أن ضحكها جعل فمه يتقوس بتذمر وجنتيه تتوردان بشكل مضحك ولطيف بسبب الإحراج .
حاول مداراة حرجه بإفتتاح أي موضوع ثان فأخرج أول ما خطر على باله قائلا :
– بنت عمة بابا هتجي عندنا بكرة وممكن تفضل هنا أسبوع .
– طيب ؟
– خالد قالي انها ممكن تساعدني عشان اخلي بدور تغير عليا ..
نفت مريم برأسها سريعا وهتفت برفض :
– لا دي حركة رخيصة ومحدش من البنات بيحبها ، اياك تسمع كلام خالد ده ! أنا بنت زيها وعارفة البنات بتحب ايه اكتر منه .
– طب ما تديني نصايح تانية ؟
زفرت مريم بضيق وتمتمت :
– لاحظ اني مش بطيقها وان النصايح الي ادتهالك في الاول كانت عشان تشتريلي الرواية مش عشانها !
– هشتريلك رواية تانية طيب .
إبتسمت مريم بإستحسان ثم هتفت :
– إذا كان كده ماشي !
بدأت تجوب المكان بتفكير وهي تفتح درجا وتغلق آخر وتفتش محتويات الغرفة ، فهذه طريقتها في التفكير .. لكنها توقفت عندما فتحت أحد الأدراج ورأت جميع تلك القصاصات المرمية به بشكل عشوائي .. إلتفتت إلى رسلان وتساءلت بصدمة :
– ايه ده ؟
إنتبه رسلان إلى فتحها لذلك الدرج المخصص لقصاصات بدور فأجاب ببساطة :
– دي ؟ اه دي الطريقة الي بدور شقطتني بيها !

يتبع ..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أسرار عائلتي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى